ضجت شاشات التلفاز وأجهزة البلاك بيري بالزفاف الملكي ، واحتلت
السخرية والنكت المركز الأول في قراءة مشاهد الزواج
كنت قد قررت عدم متابعة ملكية الزواج لارتباطي ببعض المهام ، إلا أن
زيارة مفاجئة لبعض من أقاربي أتاح لي فرصة تجديد قيمة صلة الرحم بيننا ،
والاستماع إلى مقتطفات زواج وليام وكيت ؛ والتي بثت مباشرة يوم الجمعة الموافق 29/4/2011وشاهدها بشر العالم .
لم أستطع التعليق على مشاهد عرض الزواج ، لكوني لا أعلق على حدث إلا بعد أن أرسم صورة كاملة للحدث وإن نقصت من أطرافها الحقائق ؛ إلا أن تنظيم هذا الزواج وقراءة آراء من أحترم تفكيرهم وصياغتهم للمشاهد بعقلانية ومنهجية جعلني أعيد ترتيب لوحة أفكاري على الواقع .
رأيت في الزواج قدسية العادات والتقاليد والتمسك بقوتها والتفاخر بها ، رغم مرورالقرون إلا أن ملوك بريطانيا لا تزال تفتخر بهيبتها وتقدسها ، وقد قرأنا جميعا ما فعلته الملكة إليزابيث حال وضع ميشيل أوباما يدها على ظهرها .
توقعت بداية أن أشاهد ما تعودناه في بلادنا من أعراف الزواج المزعج ، إلا أن تقاليدهم جعلني أتعجب من تصرفات المسلمين وتنازلهم عن قيم ثمينة لأجل إرضاء الطرف الآخر .
لذا سأقوم بوضع إهداءات بسيطة نابعة من قلبي ؛ موجهة إلى من يحملون شعار الإسلام على رؤوسهم :
أولا : أهدي هذا الزواج الملكي المقدس لكل من لا يستطيع أن يفتخر بدينه وأخلاقه ، فبغض النظر عن أساليب تربية ملوك بريطانيا ، ومالهم وما عليهم ، فالجميع عليه أن يعترف بأن الزواج الملكي قد حطم مقاييس المبادئ التي من المفترض أن يفتخر بها المسلم ويتأصل بها .
ثانيا : قد أثبت أن الستر للملوك والعري لدونهم :
أهدي هذا الزواج الملكي للعراة والشذوذ من النساء والرجال .
ثالثا : أن التواضع في اللبس والتزهد فيه للزوجين وأقربائهما والحضور والعالم لا يقلل من قيمة المرء :
أهدي هذا الزواج لنسائنا المتخصصات بترصيع القماش وتعريته من الرقبة إلى القدمين بحيث يصرفن الملايين على قطعة قد مزقت أطرافها تحت شعار : الموضة
رابعا : براءة الأطفال في الزواج الملكي ، وتفاوت أعمارهم ، ومشاركتهم في أنشطة الزواج كالغناء ، ومبادرتهم في حمل باقات الزهور ، وهدوئهم الذي استمتعنا بمشاهدته:
أهدي هذا الزواج إلى كل من يحمل لقب الأم والأب ؛ ويملكون البراءة أمامهم ، إلا أنهم يقطعون خيوط إبداعهم والسبب ؛ إهمالهم ؛ أو لجهلهم بأنهم جيل المستقبل المرتقب ، فالأطفال بنظرهم عبارة عن أجواء صخب لا بد من ترويضهم ، ولم يعلموا بأن كتم هذا الصراخ الذي يطلقه الطفل في ساحة البيت وفي الخارج ، هو الاختناق الذي سيشعره لا حقا وسيتحرر بعد فوات الأوان .
خامسا : الكل تمعن بأن هذا الزواج لم يستهلك الكثير من المال ، فكانت ميزانيته محدودة ، فقد بدأ بطقوس وترتيلات دينية وبعدها دخول الزوجين ، وتسجيل زواجهما ، وخروجهما لترحيب الشعب ، ثم الدخول إلى القصر :
أهدي هذا الزواج للباسط يديه في تزيين الولائم ، فكون معظمها في مكب النفايات ، وأهديها أيضا للمدعوين أصحاب الأصوات المزعجة والألسنة المتسلطة ، ولغير المدعويين الذين لم تصلهم بطاقة الدعوة .
وتنتهي إهداءاتي .. وأقول بكل هيبة لملوك العالم { لكم دينكم ولي دين }
فعذرا أيها الملوك ، هي أخلاق الدين العظيم ، وأخلاق أسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم .
بقلم عشق التميز
برجاء عند النقل عدم حذف اسم الكاتبة