إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 30 يونيو 2011

الثقافة الكاذبة


  
يحبون استعراض ما يملكونه من علوم ومعارف هي سطحية ، بالنسبة لهم عميقة ومتمكنة تصلح لكل زمان ومكان ،  تجلس مع بعضهم  لتسمع الكثير من مقالات وهمية مدعمة بأقوال أصدقائهم وأقاربهم  ومن لا علم لهم ، يتخبطون في العلوم بأنواعها ، يستدلون بما شاهدوه من معلومات قيمة من مسلسل درامي ، أو قناة أجنبية تحارب مبادئ الإسلام ، وكثير منهم ما يستخدمون كلمة شريعة لتوثيق بياناتهم ، ويدعمون بأدلة ضعيفة ؛ ويستخدمون الألفاظ الركيكة ، ألسنتهم تعمل أكثر من آذانهم ، فقط لأنهم يفضلون الظهور بصورة المثقف المتمكن على الظهور بصورة الجاهل الذي لا يفقه شيئا .
هم أصحاب الثقافة الكاذبة ؛ تراهم في كل مكان ، في المواقع الالكترونية ، وأجهزة البلاك بيري ، وفي التلفاز ، والإذاعة ، صار صيتهم أكبر من عدد المشاهد ؛ حتى أن المتلقي أصبح يقرأ بلا عقل  ، فيستقبل وينهل من مواردهم ، ثم يقلدهم في نشر علومهم .
أيها السادة ، هو ليس طعنا في شخصهم ولا في أخلاقهم ، إنما طعن في علم لا يعرف مصدره من أين ؟
طعن في علم ليس من تخصصه ، فيتحدث فيه بكل انسيابية ، ويسبب  لنفسه حرجا أمام صاحبه المتخصص أو مارٍ على مجلسه .
وقد جاء في القرآن الكريم: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً )  [الإسراء: 36].
الآية واضحة ، فإذا كان أصحاب الثقافة الكاذبة يقرؤون القرآن لختمه دون تدبر ، أو كانوا من الذين هجروا القرآن ، وينقلون أحاديث النبي صلى الله عليهم وسلم في زحام ما يسمى بالأحاديث المكذوبة ، فلا ألومهم في نشر علم دون التحقق من مصدره ، فعقولهم تربت على ذلك .
أما إذا فهموا مغزى الآية ، واستمروا على حالهم في النشر والقول والإفتاء ، فعذرا لهم ، فهم زائدون على الدنيا ، ويا ليتهم يُزيحون أنفسهم قليلا لنتنفس .
فالأمانة في العلم نقلا وقولا وعملا من شيم عصر الصحابة ومن تبعهم ، وقد حث السلف على البحث وتصيد الحقيقة ، وهذا هو الأصل في طلب العلم ونقله .
استقبلت فيما مضى على جهازي الخاص ( البلاك بيري ) خبرا مفاده :
( ستتتعرض سواحل عمان لإعصار قوي وأنه في طريقه لضرب سواحل كلباء والمدن الأخرى وأن السلطات الإماراتية أعلنت الطوارئ بدرجة 100% وأن الجيش الإماراتي ووحدة التدخل السريع للإنقاذ متجهين الآن إلى ميناء كلباء لإخلاء الأهالي قبل وصول الإعصار ) .....
وكعادتي ، قمت بحذف الخبر ، فصاحب الخبر هو من ضمن الذين يحبون إظهار أنفسهم كمصدر موثق يعتمد عليه ، ولأن الخبر مفاده إشاعة تداولتها ألسنة إعادة التوجيه للآخرين ، وليس هناك أي علامة تدل أن الخبر من مصدر موثوق ، والعلامة لا تخفى على العاقل الواعي .

ننتقل لفئة أخرى ، هي من ضمن فئة الثقافة الكاذبة ، وقد وصفهم الله بقوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ *كبر مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ } الصف: 2 - 3
فقدان الأمانة في تقصي مصدر الحقائق لمصيبة ، والدعوة بالقول دون العمل له لأكبر عار لحامل علم لا يعمل بما تعلَّمه ، فكيف أثق بفرد يقول أمرا ويفعل ضده ، أو يدعو لعمل ويقول بضده ، وهذه كبيرة ودليل على ضعف الشخص ووازعه الديني ، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مررتُ ليلة أُسريَ بي على قومٍ تُقرَض شفاهُهم بمقاريضَ من نارٍ؛ فقلتُ: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟! قال: خطباءٌ من أمَّتِكَ يقولون ما لا يفعلون )) حديث مرفوع .

لذا أدعو أصحابنا إلى التثبت عند النقل ، وأن تكون ذات جودة عالية ؛ فنحن قد خلقنا لأهداف سامية ، وأخلاق رفيعة ، دستورنا كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم ، فلا مجال لتصحيح غيرنا ، فلنبدأ بأنفسنا ، فالوقت الذي نملكه سنحاسب عليه ، فانتبهوا من تصدر اللسان المقام الأول ، واجعلوا الصمت أمام التفاهة الحل الأمثل .


يحبون
بعشق التميز

برجاء عند النقل عدم حذف اسم الكاتبة

الخميس، 16 يونيو 2011

مستنقع



               
               عندما يتجرد فلان أمـامي من قيم المبادىء والأخلاق

      فأراه قد حجز لنفسه مكانا في المستنقعات الراكدة والتي تجذبها الحشرات .







بقلم عشق التميز

                      برجاء عند النقل عدم حذف اسم الكاتبة  

الجمعة، 10 يونيو 2011

أهدي هذا الزواج


ضجت شاشات التلفاز وأجهزة البلاك بيري بالزفاف الملكي ، واحتلت
  السخرية والنكت المركز الأول في قراءة مشاهد الزواج
كنت قد قررت عدم متابعة ملكية الزواج لارتباطي ببعض المهام ، إلا أن
زيارة مفاجئة لبعض من أقاربي أتاح لي فرصة تجديد قيمة صلة الرحم بيننا ،
والاستماع إلى مقتطفات زواج وليام وكيت ؛ والتي بثت مباشرة يوم الجمعة الموافق 29/4/2011وشاهدها بشر العالم .

لم أستطع التعليق على مشاهد عرض الزواج  ، لكوني لا أعلق على حدث إلا بعد أن أرسم صورة كاملة للحدث وإن نقصت من أطرافها الحقائق ؛ إلا أن تنظيم هذا الزواج وقراءة آراء من أحترم تفكيرهم وصياغتهم للمشاهد بعقلانية ومنهجية جعلني أعيد ترتيب لوحة أفكاري على الواقع .

رأيت في الزواج قدسية العادات والتقاليد والتمسك بقوتها والتفاخر بها ، رغم مرورالقرون إلا أن ملوك بريطانيا لا تزال تفتخر بهيبتها وتقدسها ، وقد قرأنا جميعا ما فعلته الملكة إليزابيث حال وضع ميشيل أوباما يدها على ظهرها .

توقعت بداية أن أشاهد ما تعودناه في بلادنا من أعراف الزواج المزعج ، إلا أن تقاليدهم جعلني أتعجب من تصرفات المسلمين وتنازلهم عن قيم  ثمينة لأجل إرضاء الطرف الآخر .

لذا سأقوم بوضع إهداءات بسيطة نابعة من قلبي ؛ موجهة  إلى من يحملون شعار الإسلام على رؤوسهم :

أولا : أهدي هذا الزواج الملكي المقدس  لكل من لا يستطيع أن يفتخر بدينه وأخلاقه ، فبغض النظر عن أساليب تربية ملوك بريطانيا ، ومالهم وما عليهم ، فالجميع عليه أن يعترف بأن الزواج الملكي قد حطم مقاييس المبادئ التي من المفترض أن يفتخر بها المسلم ويتأصل بها .


ثانيا : قد أثبت أن الستر للملوك والعري لدونهم :
أهدي هذا الزواج الملكي للعراة والشذوذ من النساء والرجال .


ثالثا : أن التواضع في اللبس والتزهد فيه  للزوجين وأقربائهما والحضور والعالم لا يقلل من قيمة المرء :

أهدي هذا الزواج لنسائنا المتخصصات بترصيع القماش وتعريته من الرقبة إلى القدمين بحيث يصرفن الملايين على قطعة قد مزقت أطرافها تحت شعار : الموضة


رابعا : براءة الأطفال في الزواج الملكي ، وتفاوت أعمارهم ، ومشاركتهم في أنشطة الزواج  كالغناء ، ومبادرتهم في حمل باقات الزهور ، وهدوئهم  الذي استمتعنا بمشاهدته:

أهدي هذا الزواج إلى كل من يحمل لقب الأم والأب ؛ ويملكون البراءة أمامهم ، إلا أنهم يقطعون خيوط إبداعهم  والسبب ؛ إهمالهم ؛ أو لجهلهم بأنهم جيل المستقبل المرتقب ، فالأطفال بنظرهم عبارة عن أجواء صخب لا بد من ترويضهم ، ولم يعلموا بأن كتم هذا الصراخ الذي يطلقه الطفل في ساحة البيت وفي الخارج ، هو الاختناق الذي سيشعره لا حقا   وسيتحرر بعد فوات الأوان .




خامسا : الكل تمعن بأن هذا الزواج لم يستهلك الكثير من المال ، فكانت ميزانيته محدودة ، فقد بدأ بطقوس وترتيلات دينية وبعدها دخول الزوجين ، وتسجيل زواجهما ، وخروجهما لترحيب الشعب ، ثم الدخول إلى القصر :

أهدي هذا الزواج للباسط يديه في تزيين الولائم ، فكون معظمها في مكب النفايات ، وأهديها أيضا للمدعوين أصحاب الأصوات المزعجة والألسنة المتسلطة ، ولغير المدعويين الذين لم تصلهم بطاقة الدعوة .

وتنتهي إهداءاتي .. وأقول بكل هيبة لملوك العالم { لكم دينكم ولي دين }
فعذرا أيها الملوك ، هي أخلاق الدين العظيم ، وأخلاق أسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم .


بقلم عشق التميز



      برجاء عند النقل عدم حذف اسم الكاتبة